هيأة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية تطلق تقرير تقييم النظام البيئي التشاركي في أهوار بلاد النهرين جنوب العراق الذي نفذته الهيأة ، والسيد رئيس هيأة الإحصاء يؤكد على أهمية تطوير العمل الإحصائي باستخدام التقنيات التكنولوجية والتبادل الإلكتروني للبيانات

أكد رئيس هيأة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية _ الدكتور ضياء عواد كاظم _ على أهمية الإحصاء في تقييم واقع الأهوار، وتوفير البيانات اللازمة لاتخاذ القرارات بشأن الحفاظ عليها وتحسين إدارتها، وتحديد المناطق المتضررة ووضع الخطط لإعادة تأهيلها وحمايتها مشيرا الى ان الدراسة تهدف إلى ضمان مستقبل أفضل للأهوار من خلال وضع استراتيجيات لحماية التنوع البيولوجي، وتحسين جودة المياه، وتعزيز سبل عيش السكان المحليين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمحلية، وتوعية المجتمع بأهمية الأهوار مضيفا نتطلع إلى تحولات مهمة في العمل الإحصائي، من خلال تطوير المنتجات الإحصائية باستخدام التقنيات التكنولوجية والتبادل الإلكتروني للبيانات، لضمان نشرها وفق المعايير الدولية وبالدقة والتوقيتات المحددة.
من جهته بين السيد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ان نتاج هذه الدراسة يعد خارطة طريق للأجيال القادمة حيث توفر نظرة شاملة مما يساهم في وضع الخطط لادارة مصادر المياه لاستدامة النظام البيئي ونظام الري لنصل الى تحسين سبل العيش مما يؤدي الى إمكانية تنفيذ التزامات العراق في مواجهة التغير المناخي وبالتالي تحسين الاقتصاد العام للبلد.
هذا وبين السيد حسين حميد _مدير الاحصاء الصناعي و السيد اثير ناجي _مدير الاحصاء الزراعي والدكتور عمر فاضل الشيخلي _خبير النظم الطبيعي والبويولوجيا في برنامج الامم المتحدة الانمائي في عرض مشترك لنتائج الدراسة التي أظهرت أن حياة السكان المحليين قد تغيرت بشكل كبير بعد تجفيف الأهوار وعودتهم إليها، حيث انخفضت كمية الأمطار، وتأثرت الثروة الحيوانية، وتراجعت أساليب الحياة التقليدية. كما أشارت إلى وجود تحديات كبيرة تواجه الأهوار، مثل نقص المياه وتذبذب تدفقاتها.
اعتمدت الدراسة على اراء سكان الاهوار حيث أكد (75%) منهم أن أنماط حياتهم قد تغيرت بشكلٍ كبير بعد تجفيف الأهوار وعودتهم إليها. بلحاظ انه كانت للأهوار قبل تجفيفها فوائد جمة، أهمها:
• مصدر للمياه العذبة: (82%).
• مصدر لرعي المواشي: (71%)
• الثروة البيولوجية: (29%)
• الغطاء النباتي الفريد: (4%)
كما اشارت نتائج الدراسة إلى انخفاض ملحوظ في كمية هطول الأمطار في الوقت الحالي مقارنةً بسنوات ما قبل التجفيف.
بينت الدراسة ان الاستراتيجيات الاجتماعية والاقتصادية لعرب الأهوار اعتمدت بشكل كبير على تربية جاموس الماء على نطاق واسع قبل التجفيف وفي الوقت الحالي. بينما يتوقع المبحوثين من سكان الاهوار ان هنالك اكثر من (50000) رأس جاموس موزعة على المحافظات الاهوارية، مبينين ان معدل ولادات الجاموس أنخفض بمقدار الثلث مقارنة بفترة قبل التجفيف، مما أدى الى انخفاض متوسط إنتاج الحليب بنسبة(%42).
تشير الدراسة الى ان (%57) من المربين لايملكون المعرفة بتقنيات تربية الجاموس (%43) منهم اكتسبوا المعرفة من الخبرة الشعبية المتوارثة من الأهل والمعارف والجيران في الأهوار.
يُعدّ وجود المضيف في الأهوار عنصرًا هامًا لجذب السياح ودعم السياحة في المنطقة حيث أوضح (85%) من عرب الأهوار إلى عدم وجود مُضَايِف في الوقت الحاضر. كذلك وجود موانئ للزوارق والشخاتير (مفرد: شختورة وهو القارب المستخدم في التنقلات اليومية لعرب الأهوار) عنصرًا هامًا من البنية التحتية السياحية التي تشجع جذب السياح في المنطقة، (87%) من المستجيبين قد أكدوا على عدم وجود هذه الموانئ في الأهوار، إذ يُشكل هذا النقص عائقاً كبيراً أمام تنمية السياحة في المنطقة.
نتجت الدراسة الى ان الأهوار العراقية تعاني بشكل عام من عدد من التهديدات الهامة، وأبرزها هو أن مستوى الحصص المائية وتدفقات المياه تتقلب بشكل كبير وباستمرار حيث ان هذه التدفقات تكون غير كافية بشكل مؤكد لإغمار مساحات اضافية من الأهوار في المستقبل. لازال القلق مستمراً إلى الحاجة إلى تخصيص المزيد من المياه لتتدفق إلى منطقة الأهوار من دول المنبع. ان عدم وجود تدفق كاف من المياه يُنظر إليه على أنه التهديد الرئيسي في منطقة الأهوار وما بعدها والذي يتطلب تحركاً دولي لضمان الحد الأدنى للعراق الاحتياجات المائية للأهوار.
 
 
 
Go to top